أولاً ماهي عملية الأيض؟
عملية الأيض (Metabolism) هي مجموعة العمليات الكيميائية والحيوية التي يقوم فيها الجسم بتحويل الغذاء إلى طاقة. تلعب عمليَّة الأيض دوراً مُهمّاً وتُعدّ ذات علاقة وطيدة بزيادة الوزن أو نقصانه، إذ إن الذين يحاولون إنقاص أوزانهم يعملون على رفع مُعدّل الأيض لديهم من أجل استهلاك طاقة أكبر خلال اليوم وخاصّة أثناء فترة الراحة. يجدر بالذكر أنه خلال مرحلة النوم العميق تقل عملية الأيض بنسبة 15%.
هل ساعات النوم لها تأثير على عملية الأيض؟ وهل ترتبط بحدوث الأمراض الأيضية؟
دعونا نتعرف أولاً على عدد ساعات النوم القصيرة وعدد ساعات النوم الطويلة. النوم أقل من 6 ساعات يمثل النوم القليل والنوم أكثر من 9 ساعات يمثل النوم الطويل.
هرمون الشهيّة (Ghrelin) وهرمون الشبع(Leptin) :
يُفرَز هرمون الشهية أو الجوع في المعدة، وهو هرمون مسؤول عن زيادة الشهية لتناول الطعام، بينما هرمون الشبع يفرز من الأنسجة الدهنية وهو هرمون مثبّط للشهية. لوحظ أن الأشخاص الذين ينامون لساعاتٍ أقل من الممكن أن يقل إفراز هرمون الشبع لديهم بنسبة 19% بينما يزيد هرمون الشهية بنسبة 28% كما تزيد شهية الشخص للسكريات والموالح، عوضاً عن الأسباب النفسية والعاطفية التي تزيد الرغبة والتوق الشديد للطعام.
ساعات النوم وارتباطها بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني:
- · هناك ارتباط بين السمنة والنوم لمدة قصيرة أو طويلة، ففي السويد أُجريت دراسة على 5000 امرأة أعمارهن 20 سنة أو أكبر، تمت متابعة نومهن لمدة عشر سنوات وكانت النتيجة أن النساء اللواتي عادةً ما ينمن أقل من 6 ساعات في اليوم والنساء اللواتي ينمن أكثر من 9 ساعات لديهن ارتباط بالسمنة بنسبة أعلى من اللواتي ينمن عدد ساعات كافية في اليوم (6-9 ساعات).
- · وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن الأشخاص اللذين ينامون عدد ساعات طويلة أو قصيرة معرضون للإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولذلك عدة تفسيرات، أهمها:
- * ضعف جودة النوم: الأرق وانقطاع النفس أثناء النوم من اضطرابات النوم الرئيسية ويرتبطان بضعف جودة النوم. كما أن ضعف جودة النوم والنوم المتقطع واضطرابات التنفس جميعها تضعف حساسية الإنسولين وتؤدي إلى نشاط الجهاز العصبي وارتفاع هرمون الكورتيزول ومن ثمّ الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
- * نمط حياة قليل الحركة: نمط حياة يتميز بكثرة الجلوس والاستلقاء لفترة طويلة خلال فترة الاستيقاظ، ولأن كثرة الجلوس تزيد من الكسل والشعور بالنعاس مما يؤدي أيضاً إلى انخفاض معدل الأيض (حرق السعرات) وهذا يفسر لنا علاقة النوم الطويل وارتباطه بالسمنة والسكري من النوع الثاني.
- * الخيارات الغذائية وتوقيت تناولها: هناك العديد من الأسباب لارتباط النظام الغذائي بالنوم لفترات طويلة والاضطرابات الأيضية فالأشخاص اللذين يناموا أكثر من 9 ساعات يتناولون كمية ألياف أقل مقارنة بالأشخاص اللذين ينامون عدد ساعات كافية. وتظهر العديد من الدراسات انخفاض حدوث السكري وزيادة الوزن مع نظام غذائي عالي الألياف. أيضاً الأشخاص الذين يناموا لفترات طويلة يستهلكون عدد أقل من الوجبات الرئيسية وبالتالي يزداد استهلاكهم للوجبات الخفيفة، ومع زيادة عدد الوجبات الخفيفة سيزيد مأخذ السعرات الغذائية في نهاية اليوم أكثر من احتياجه وهذا ما يسبب زيادة الوزن.
وفي الخلاصة: وُجد أن اضطرابات النوم مثل زيادة عدد ساعات النوم أو نقصانها تؤدي إلى اضطرابات في عملية الأيض وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري والسمنة.
كتابة: لميس عمارة
المصادر:
- Sharma S, Kavuru M. Sleep and Metabolism: An Overview. International Journal of Endocrinology. 2010;2010:1-12.
- Tan X, Chapman C, Cedernaes J, Benedict C. Association between long sleep duration and increased risk of obesity and type 2 diabetes: A review of possible mechanisms. Sleep Medicine Reviews. 2018;40:127-134.
- Dekker S, Noordam R, Biermasz N, de Roos A, Lamb H, Rosendaal F et al. Habitual Sleep Measures are Associated with Overall Body Fat, and not Specifically with Visceral Fat, in Men and Women. Obesity. 2018;26(10):1651-1658.
